أحداث تكسر القلب إن كان به مثقال ذرة من إيمان ....وتحطم الفؤاد الذي نشأ علي الطهر والعفاف.. وقائع يشيب لها رأس الوليد..
فمسلسل المأساة بدأ من غرفة الولآدة في احدى المستشفيات ..صرخات الممرضات يبشرن الأم بالمولود الجديد يصل الخبر إلي الوالد فيتهلل وجهه وتنبسط أساريره كيف لا وقد حرم من الذرية لسنوات،،طلب والدالطفل من الطبيب أن يمكنه من رؤية ابنه فأدخل الغرفة المخصصة لحديثي الولادة وقالت الممرضة:أنظر إليه ما أجمله!
فقال الأب :لعلك أخطأت الاسم فإنه ليس ابني
أصرت الممرضة علي أنه ابنه ،والأوراق الرسمية تثبت ذالك والبصمات والتحليلات
عندها تسمر الأب في مكانه وحمر وجهه فلم يتمالك نفسه وصرخ بصوت عال مستحيل إنه ليس أبني
وذهب مسرعا إلي زوجته في غرفة العناية وصرخ في وجهها أيتها الخائنة..انت طالق ..ثم طالق..ثم طالق
وخرج هائم علي وجهه ،والمسكينة لاتعلم مايحدث
نادت الام أحدي الممرضات وطلبت منها رؤية وليدها ،فلما رأته تغير لون وجهها وارتبكت ولم تستطع من هول الصدمة ان تتفوه بكلمة ،،واستدعي والدها من قبل إدارة المستشفي وأدخل علي أبنته فلم تستطع محادثته ،فطلب مقابلة الطبيب ليخبرة مالقصة ،فجاء الطبيب حامل الطفل بين يديه وقال هذا هو حفيدك ،فلم يصدق الجد المسكين ووقف الجد في مكانه ونهارة قواه ولم يستطع تحمل الموقف فحملوه إلي المنزل..
إن السر في ذالك كله هوأن المولود ذا بشرة بيضاء بعكس الأم التي كانت تميل إلي السمرة الشديدة.
خرجت الأم من المستشفي إلي بيت أهلها حاملة رضيعها وهي لا تكاد تصدق مايجري حولها ،،إلا أنها أدركت أنها ستواجه بلايا كثيرة ومتحانات صعبه
فقد كثر كلام الناس حولها ،،وزدادة سهام الشياطين حولها لقد اتهموها بأغلي شيء تملكه مع أنها من ذالك براء ..
أما هي فقد كانت ترضع صغيرها بثديها ودموعها تنسكب من عينها ،،لقد كانت تبكي بكاء ماعرف من احد قبلها ،،لقد كانت تبكي لأنها هي العفيفة وهي الشريفة،وهي الطاهرة
وهي في وسط مأساتها دخل عليها والدها وقال:يابنيتي لقد كثر الحديث حولك ،وكثرت الأنباء عنك فصارحيني وتقي الله ،فإن كنت قارفت شيء مما يقوله الناس فتوبي إلي الله ،،
فلما سمعت ذالك خرت مغشيا عليها لقد مرت المسكينة بلحظات لا يعلم شدتها إلا الله
مرت الايام .....
لكن ايامها ولياليها كانت تلسعها لسعا ،وتلهبها بسياط العار ..
لقد حاولت اقناع زوجها انها بريئة وانها لم تخنه بالغيب ومازاده ذالك إلا نفورا ..وبعد ليال معدودة ..بعد ليال مليئة بالآلآم ومشحونة بالعذاب ساءت حالتها وضمر جسمها ثم ماتت
نعم لقد ماتت قهر وعذابا ،ولوعة واسي وكمدا ،،ومضت السنون والسنون وكبر الطفل وأصبح يلهو مع الصبيان بكل براءة
وفي احد الايام دخلت بائعة متجولة تبيع بعض الملابس والالعاب فسمعت بالقصة وأخبرت بالمأساة ،فوقفت ساعة وطلبت مقابلة زوج تلك المرأة التي ماتت وقالت له انا عندي الخبر اليقين::أني مررت بقرية كذا وكذا فأخبرت ان لديهم مأساة كمأساتكم وملخصها أن أحد الأسر ولد لهم مولود بشرته سمراء شديدة مع أن أمه بيضاء البشرة وقد أتهموها في عرضها ،،
وبالفعل ساروفد من تلك القرية تلقاء القرية الاخرى،،وحتكمو إلي الطبيب الشرعي في أحدي المستشفيات وبمطابقة البصمات وتاكد من الجينات وتحليلات تبين أنه وقع خلط بينهما بسبب خطئ في المستشفي
وبهذا ظهرت براءة المرأتين ولكن بعد فوات الأوان