لقد ماتت حبيبتي

نعم ماتت حبيبتي فماذا أفعل ؟ لست أدري . وإلى أين أتجه ؟ لست أدري . ومن أخاطب ؟ لست أدري .
ولكن ومضت في البال فكرة ، وسنحت في الخاطر خطرة ، أن أبثكم هما لو ألقي على جبل لتزحزح ، ولو رمي في البحر لغاض .
سيسألني منكم فصيح :
وهل لك حبيبة ؟ وكيف يكون ذلك وأنت في درب العلم والبيان مدى الأعمار ، لم نرك تسير معها ، ولم نرك تتردد عليها ، ولم نسمع يوما من قريب أو بعيد أنك مشغول الخاطر بها ، فمن متى ولك حبيبة ، أتؤم الناس في الصلاة ، وتعظهم في المنابر ، ثم تتستر بظلام الليل مع تلك الحبيبة ، ويحك من ظالم ماكر .
فأقول رويدك لا تعجل ، إني كما ذكرت ، ولكن من قال بأن الحب حرام ؟ أحلال على أهل الشوارع ، حرام على أهل الطاعة . دعك من هذا فذا الحديث يطول ودعني أدلف إلى قصتي التي هي أزكى وأشرف من قصة ستيفن مع ماجدولين ومن قصة بول وفرجيني ومن قصة قيس وليلى وقيس ولبنى ، إنها حبيبتي التي ماتت ، والله لم أنظر إليها بعمى الهوى ، ولم أرقبها بعين الأسى ، بل طالعتها مليا بمعاني النقا ، وسماء الصفا .
والحقيقة أنها لم تمت موتا طبيعا ، بل تكالب عليها العشرات ، فذاك يطعنها ، وذاك يخنقها ، وآخر يجرعها من مكره وخبثه سما زعافا ، وكلٌ قريب منها وربي ، وكلٌ يعرفها والله يشهد بذا أنه الحق .
ها أنذا أسمع صوتها فألتفت يمنة ويسرة ، أقلب الطرف ، والله أسمع صوتها .
هاهي ذي ملقاة جريحة ، دعوني أشرككم في حواري معها .
انطلقت إليها ، جثوت على ركبتي ، وهتفت بكل حرارة ، وهتفت الدنيا معي بكل حرارتها ، تفجر الينبوع بالبكاء ، وسال الوادي بالدموع ، وانحبس التغريد بحنجرة البلابل ، الكل شاركني اللحظة ، حتى البدر رحل فناديته : يا بدر أقبل ولتنر هذا المكان ، فأجابني والحزن يملؤ قلبه ، هل قد رأيت بليلة بدران .
فالتفت إلى حبيبتي ، والتفتت إلي حبيبتي وتأوهت ، فتأوه قلبي ، وماج الكون كله تأوها ، وإذا هي لم تمت بعد ، بل ما زال بها رمق .
حبيبي .
فأجبتها : نعم .
هل سأموت .
لا لن تموتي . أقسم على ذلك .
ألم تر ما فعل القريبون بي .
أنا معك ما دمت حيا ، ولإن مت أموت ، ولإن عشت أعيش .
فأغمضت عينيها ، وأغمض الكون العيون ، وسرحت في حب متين ، وغرقت في أبهى المعاني والمشاعر في حنين . فأفقت على صوتها وهي تردد حسبي الله ونعم الوكيل .
فردد القمر حسبي الله ونعم الوكيل ، ومد النجم يده يصافحني ويعلن الولاء لها والوقوف معي في صفها ، وجاء الصادقون باكين متأثرين بما حصل وسلوا سيوفهم ووقفوا معي ، وهتفنا في وجه كل قاتل يحاول أن يقترب منها ، وفي وجه كل خائن يحاول العبث بها : نحن لها والله لها الله لها الله لها الله لها
وردد الكون الصدى وأصبح نشيدا زاكيا .
أرأيتم كيف هي غالية ؟ لذلك هي حبيبتي
فهل أنتم معي في الوقوف معها ؟!!!
حبيبتي هي ...
............
............
............
............
............
............
اللغة العربية ، وأنتم جارحوها وقاتلوها ، أسأتم لها ليس كلكم بل أكثركم نعم أسأتم لها عندما أعرضتم عنها وهجرتموها .
فما لغة العُرب مسموعة ***من القوم والأكثرون نيام
وما عربية هذا الزمان*** كتلك التي ربيت في الخيام
تحمس جيشا وتنشد شعرا وتعلو الجواد وتجلو الحسام
فأين الإباء وأين السخاء ***وأين الوفاء وأين الذمام
التحول من الفصحي إلى العامية مصيبة حدثت وداء حل لابد من التداوي منه لأنه يصيب الدين والنفس معا
يهيم بالغرب لم يقرأ له أدباً ** ويجحد العرب لا يدرى الذي جحدا
وكل ما عنده كتب يعددها ** لم يدر مما حَوت غياً ولا رشدا
ومن حما لغة الأسلاف من عبث ** وزاد عنها حما دينا ومعتقدا
العالم كله ينافح لأجل لغته ....:
*قامت إسرائيل بإحياء اللغة العبرية الميتة
وترفض فرنسا تلويث الأذن الفرنسية بالإنجليزية حتى سن معينة فلا تعلمها للأطفال وتسن قوانين لتكون نسبة الأفلام المترجمة صوتيا كبيرة كي لا يعتاد الناس سماع غير لغتهم ( في عصر العولمة ) واليابان لها باع في حفظ لغتها بالمثل ومنع الأجنبية عن الأطفال
وتحافظ ألمانيا على لغتها بقواميس وكتب ومعاجم لغوية متطورة كل عام - خاصة بعد التوحيد - لرأب الصدع اللغوي ، رغم أن لغتهم صعبة وفقيرة
فلماذا ؟
لأن اللغة هي جزء من الذات . { اه من كلامالدكتور إسلام المازني وفقه الله }
نعم هي جزء الذات ، فهل نرضى بفقد الشخصية وفقد الذات .
إن اللغة العربية هي لغة الدين والمجد والعراقة والتاريخ ، هي أوسع اللغات ، وأبهى اللهجات ، إن اللغة الانجليزية والفرنسية في عدد كلماته لا توازي نصف اللغة العربية .
إنها تطعن كل يوم ممن ينتسب إليها ، فهل نلتف حولها ، ونتعاضد لأجلها ، ونتكلم بها .
انظر لنسبة العامية في هذا المنتدى في مقابل الفصحى ، لم أعهد أحدا يتكلم بالفصحى ولا يتذوقها ، وانظر إلى الشعر كم يتهافتون عليه بالعامية .
لهفي على الفصحى رماها معشر*** من أهلها ! شُلت يمين الرامي
لا أعرف العربي يلوي فكه *** إن همّ يوما فكُّه بكلام
إن فاه تسمع لكنة ممقوتة *** من فيه سكسونية الأنغام
أيها القاتل للغتك ، الخائن لها إياك أن تقترب من حبيبتي وإلا ........

مما لاشك فيه أن اللغه العربيه تعاني هذه الايام جراء اهمالها من قبل أبنائها سواء كان ذلك بقصد او بدون قصد وكم يتحسر الإنسان العربي الغيور على لغته وثقافته إن العالم العربي يتعرض لموجة غزو لغوي لا انقطاع لها ولعل أخطرها وجود شرائح مجتمعيه أخذت على عاتقها عملية التسويق الثقافي واللغوي الغير عربي وتحمسه للتبشير به على انه سمعة العصر والرقي والإنطلاق إلى العالميه لقد ادرك الغرب ان هناك وحدتين للعرب لابد من هدمها وحدة الدين ووحدة اللغهوقد اخفقوا في هدم وحدة الدين اما وحدة اللغه فقد بدأت تظهر ولكن ستظل اللغه العربيه لغة القران والسنه والعلوم حتى وان حاولوا قتلها ستظل هي لغة الثقافات
شكرا القلب على هذا الموضوع المميز

أخوي لا تكفي الكلمات لشكرك على طرح الموضوع الموضوع في نظر البعض عادي ولكن لا يوجد أهم منه..عندي بعض الملاحظات

على بعض الشباب والبنات فتجده يستعمل بعض الكلمات الإنجليزيه (أوكي)ويكسر اللغه ..أشكرك على الموضوع

شكر اخي د.. المستقبل على المرور